بسم الله الرحمن الرحيم
رمضان ...
أيام مضت ،
صفحات طُويت ،
حسنات قُيدت ،
صحائف رُفعت ،
وها قد حان وقت الرحيل .
ما أشبه الليلة بالبارحة ،
فقد كنا في شوق للقائه ، نتحرى رؤية هلاله ، ونتلقى التهاني بمقدمه ،
وها نحن في آخر ساعاته ، نتهيأ لوداعه ،
وهذه سنة الله في خلقه ، أيام تنقضي ، وأعوام تنتهي ،
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين .
فمن المقبول منا فنهنئه ، و من المحروم منا فنعزيه ،
أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك .
كان حال الصالحين عند وداع رمضان في خوف ودعاء ،
خوف من رد العمل ، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم ،
يقول المولى عز وجل : (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ))
أي يعملون الأعمال الصالحة وقلوبهم خائفة ألا تقبل منهم .
وكان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان ، خوفاً من رده .
فالحمد لله أن بلغنا رمضان ، ونحمده تعالى على نعمة التمام ، ونسأله تعالى أن يحسن لنا الختام .
اللهم تقبل منا رمضان ، وأعده علينا سنين عديدة وأزمنة مديدة ، ونحن في صحة وعافية وحياة رغيدة .
و تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، وكل عام وأنتم بخير .